تعتبر خدمة Google Translate خدمة ترجمة آلية مجانية تقدمها شركة جوجل لترجمة النصوص بأكثر من 100 لغة. أطلقت خدمة Google Translate لأول مرة في عام 2006، واستخدم مطورها في البداية وثائق من الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي لتجمع البيانات اللغوية التي تحتاجها لإنشاء قاعدة بياناتها الضخمة. ولكن بالرغم من التحديثات الكثيرة التي طرأت على قواعد بياناتها، إلا أنها لا تزال غير قادرة على أخذ هدف أو سياق الرسالة بعين الاعتبار عند الترجمة، ولذلك، فهي تبقى مجرد حل جامد يلبي احتياجات الأفراد الشخصية اليومية لا أكثر.
فمثلًا، حينما تكون في مركز تجاري ببلد أجنبي ولم تفهم لغة اللافتات، يمكن لـ Google Translate أن تعطيك فكرة عما تعنيه تلك اللافتات بلغتك. وإذا تأخرت عن اجتماع ما، ورغبت بإبلاغ شريكك الأجنبي بأنك في طريقك وتحتاج إلى بضع دقائق فقط للوصول، فاستخدم Google Translate لأنها ستساعدك على نقل هذه الفكرة لشريكك.
لكن فيما يتعلق بالغايات والاستخدامات المهنية، فمن الأفضل تجنب هذه الأداة المجانية على الإنترنت. وفيما يلي ستة أسباب تبرر هذه الدعوة
1. Google Translate تعتمد على التعهيد الجماعي في جمع وتحديث البيانات
لا يتم تشغيل أو تحديث خدمة Google Translate من قبل مترجمين أو متخصصين في اللغة، بل يمكن لأي شخص، سواءً أكان خبيرًا طبيًا أم شخصًا عاديًا يتحدث لغته الأم، أن يقترح ترجمة لمصطلح أو عبارة أو تعبير لغوي.
وهذا وحده يكفي لتبيان مدى خطورة ترجمة وثائق هامة عبر هذه الأداة المجانية للترجمة الإلكترونية. ويمكن تشبيه هذه الحالة بأن تسمح لأحد أقربائك أو أصدقائك الذين لا يمتلكون أي خبرة بالتعامل مع وثائقك القانونية المحررة بلغة أجنبية، بل قد يكون الأمر أسوأ من ذلك، لأنه على الأقل، لن يتعمد أقرباؤك وأصدقاؤك التلاعب بوثيقة مهمة كهذه.
فهناك أشخاص يستخدمون الأداة ويتعمدون تحديث ترجمة مصطلحات معينة فيها بكلمات بذيئة أو ازدرائية بدافع المرح لا أكثر.
في عام 2016، نُشرت مقالة في شبكة بي بي سي، تثبت مدى سوء Google Translate بأداء الترجمة التي يفترض أن تتخصص فيها. فقد اضطرت Google Translate لإصلاح “خلل بسيط” كان يجعل الأداة تترجم مصطلح “الاتحاد الروسي” إلى “موردور”، وهو اسم لمكان خيالي يُدعى “أرض الظلال” في رواية سيد الخواتم للكاتب جون رونالد رويل تولكين.
٢. عززت Google Translate (وغيرها من أدوات الترجمة الآلية) مخاوف حقيقية بشأن الخصوصية
يتجه الكثير من الأشخاص، كلما احتاجوا إلى ترجمة وثيقة بسرعة، لاستخدام أداة ترجمة إلكترونية على الإنترنت ثم ينسخون وثائقهم ويضعونها على الأداة ليحصلوا على الترجمة التي يحتاجون إليها في أي لغة يرغبون بها. لكنهم ينسون في هذا الوقت أن الأدوات المجانية التي يستخدمونها تستعين بوثائق ترجمها أشخاص عاديون بهدف تحسين ترجمتها الآلية.
وهذا يعني أنه من الممكن أنك ترسل وثائقك الحساسة عن غير قصد إلى خادم سحابي عام يمكن لأي شخص اختراقه والوصول إلى هذه الوثائق. ففي عام 2017، ادعت إحدى الشركات أن أداة الترجمة المجانية التي استخدمتها جعلت وثائق شركاتهم الخاصة متوفرة على جوجل ويمكن لأي شخص البحث عنها من خلال الموقع.
وهنا لا بد من تحذير جميع أصحاب الشركات، ودعوتهم للانتباه والحرص من الاعتماد هم وموظفيهم على هذه الأداة من خلال استخدامها لترجمة وثائق لا يريدون لها أن تصبح متاحة للعموم.
٣. لا تستطيع Google Translate إدراك اختلاف اللهجات في عملية الترجمة
هناك جانب آخر لترجمة جوجل الآلية وهو أن الأداة لا تزال غير قادرة على الكشف عن الفروق الدقيقة التي تتميز بها أي لغة في العالم، وأحد هذه الفروق الهامة هو اللهجات.
لنأخذ اللغة العربية كمثال، وهي لغة تحتوي على أكثر من عشر لهجات مختلفة ولغات فرعية حديثة. وتتميز لهجات اللغة العربية كثيرًا عن بعضها البعض لدرجة أن العرب أنفسهم يصعب عليهم فهم بعضهم البعض أحيانًا. فبعض الكلمات باللهجة العربية المغربية لها معنى مختلف تمامًا عن المعنى الذي تعطيه في اللهجة الأردنية على سبيل المثال. فأداة Google Translate لا تدرك مفهوم “اللهجة” وقد تخطئ في ترجمة بعض الكلمات نتيجة لذلك.
ولا تعتبر ترجمة اللهجات العربية الشيء الوحيد الذي قد تخطئ أداة جوجل في فهمه؛ فهناك لهجات مختلفة للغة الصينية، بالإضافة إلى وجود لهجات ألمانية خاصة بمناطق محددة؛ حيث أن معظم لغات العالم تتفرع إلى لهجات مختلفة.
٤. ترجمة Google Translate ترجمة مغرقة بالحرفية
Google Translate هي “أداة للترجمة التلقائية”، لذا فهي تأخذ الكلمة من النص المطلوب ترجمته، وتجد ما يكافئها في قاعدة بياناتها، وتستخدمها في الترجمة، وهذه العملية بشكل عام هي السبب الكامن الذي يجعل الترجمات ركيكة ومستهلكة ورسمية، وأحيانًا محرجة.
وعلى هذا الأساس، ربما لن يواجه أي منا مشاكل في الحصول على ترجمة دقيقة لجملة بسيطة جدًا مثل “I’m tired – أنا متعب”، ولكن المشكلة الحقيقية تظهر عند استخدام التعابير أو التعابير العامية مثل “bite the bullet” أو “roll with the punches”، واللذين يعنيان مواجهة الواقع السيء والصمود أمام المصاعب والانتقادات – على التوالي.
ويبقى كل شيء هينًا ومستساغًا، أمام ترجمة وثيقة قانونية بمصطلحات ركيكة ولا منطقية، وإرسالها لعميل أجنبي. فقد تؤدي هذه الترجمة غير الدقيقة بشركتك إلى مواجهة تداعيات قانونية، وسوء فهم خطير لا يمكن تصويبه بينك وبين العميل.
ويبقى كل شيء هينًا ومستساغًا، أمام ترجمة وثيقة قانونية بمصطلحات ركيكة ولا منطقية، وإرسالها لعميل أجنبي. فقد تؤدي هذه الترجمة غير الدقيقة بشركتك إلى مواجهة تداعيات قانونية، وسوء فهم خطير لا يمكن تصويبه بينك وبين العميل.
٥. Google Translate لا تستنبط المشاعر والنبرة وغيرها من الأمور الكامنة في اللغة
لا يمكن للأدوات الإلكترونية المتخصصة بالترجمة إدراك النبرة في الخطاب الكتابي كما هو الحال حينما تخضع النصوص لترجمة الإنسان.
وعندما تغيب المفردات والتعابير التي تحمل مشاعر معينة، مثل الغضب والحزن، فقد ينتهي بك الأمر بترجمة بعيدة عن الغاية المقصودة منها.
وهناك خفايا وأدوات لغوية للكتابة، مثل السخرية، لا يمكن للترجمة الآلية إدراكها، بينما يستطيع الجهد البشري التعبير عنها عند الترجمة، حيث أن هناك جانبًا لغويًا في الكتابة لا يفهمه إلا البشر، وهو ما يعرف بالسياق.
٦. قد تسوء النتيجة حين تترجم Google Translate بعض النصوص بين بعض اللغات المحددة
تنتمي اللغات إلى عائلات وأصول مختلفة، فيما يعني أن هناك بعض اللغات الشبيهة للغاية ببعضها، والبعض الآخر الذي لا يمت لغيره بصلة.
وعلى هذا الأساس، فمن السهل نسبيًا ترجمة بعض النصوص من لغة إلى أخرى، مثل الترجمة من الإنجليزية إلى الفرنسية، أو من الألمانية إلى الإنجليزية، لأن كلًا من هذه اللغات ينتمي إلى ذات الأصول والجذور اللغوية. وفي المقابل، فإن هناك لغات يصعب حتى على البشر المتخصصين الترجمة فيما بينها أحيانًا، مثل الترجمة من الإنجليزية إلى العربية. وكما هو واضح، فكلما زاد التباين بين الجذور اللغوية للغتين معينتين، أصبح الحصول على ترجمة سائغة ومقبولة باستخدام Google Translate، أمرًا أكثر صعوبة.
لا يمكن أن تحل الترجمة الآلية محل الجهد البشري في الترجمة
لتجنب النتائج السيئة والترجمات الخاطئة وغير الدقيقة، والمخاطرة بسرية بيانات أعمالك، فعليك تجنب استخدام Google Translate، مهما كلف الأمر. وبينما ندرك حجم الوقت والمال الذي توفره الترجمة الآلية على الشركات والأعمال، فإن هناك ما يمكن الاعتماد عليه من الأدوات التي تستخدم هذه التقنية.
وفي هذا الصدد، فإن أفضل الممارسات تقضي بإيجاد بديل آمن للترجمة الآلية، والاعتماد على الترجمة الآلية الخاضعة للمراجعة البشرية MTPE. ففي هذا الحل، تستخدم الترجمة الآلية لإنتاج المنجز الأولي، ويتولى المترجمون المتخصصون مراجعتها وتحريرها.
والمهم هنا هو البحث عن الترجمة الآلية التي تتضمن قواعد بيانات ومحركات بحث مخصصة تتضمن ترجمات ملائمة لمصطلحات القطاع الذي تعمل ضمنه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الحلول المدفوعة للترجمة الآلية (غير المجانية)، تضمن عدم إتاحة بيانات السرية للعموم، خلافًا للمشكلة التي يعاني منها مستخدمو Google Translate.
تعرف الآن على حل الترجمة الآلية الآمن المخصص للشركات والأعمال المقدم من شركة ترجمة. يمكنك طلب نسخة تجريبية مخصصة من قبل أحد خبرائنا المتخصصين في هذا المنتج.