مع انتهاء عهد القيود التي كانت تحول دون وصول الشركات إلى عملائها أينما كانوا، وتحوّل الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد أكثر تقاربًا يخدم الأسواق العالمية، أصبح بإمكان أي شخص اليوم الحصول على المنتج أو الخدمة التي يحتاجها من أي مكان في العالم بنقرة واحدة. ولكي تتمكن من مواكبة هذا النظام المتصل بأركانه المختلفة إلى حد كبير، يجب عليك توفير محتوى متنوّع وبعدة لغات.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الحاجة إلى محتوى متعدد اللغات لا تقتصر بالطبع على الشركات متعددة الجنسيات، بل هي متطلب أساسي لجميع الشركات. فإذا كنت ترغب بفتح قنوات عمل في الأسواق العالمية أو توسيع نطاق أعمالك؛ يجدر بك تطوير محتوى مفهوم وملائم لشريحة واسعة من الجمهور مع الأخذ بعين الاعتبار اللغات والثقافات والخلفيات الأخرى. ولكن، مع نمو أعمالك عامًا بعد عام قد لا تتغير ميزانية الترجمة الخاصة بك؛ الأمر الذي يفرض عليك تحديات بخصوص تكاليف الترجمة. إليك بعض الطرق الفاعلة التي تساعدك في خفض تكاليف الترجمة المترتبة على شركتك.
ما العوامل التي تؤثر على تكاليف الترجمة؟
عند تحديد تكلفة الترجمة، يعتمد مزودو الخدمات اللغوية أولًا وقبل كل شيء على عدد الكلمات المطلوب ترجمتها. كما يُنظر إلى اللغة الأصلية وتلك المستهدفة كعامل مهم قد يقلل من تكلفة الترجمة أو يزيدها.
هذا وتتفاوت الأسعار بحسب أنواع الوثائق المطلوب ترجمتها؛ حيث ينظر مزودو الخدمات اللغوية في نوع الوثيقة وإذا كانت بحاجة إلى متطلبات معينة كتوفير خبراء لغويين في مجال ما قد تزيد تكلفة ترجمتها. وكلما كانت الوثيقة المطلوب ترجمتها تتضمن مصطلحات تقنية ومتقدمة، زادت مصاريف ترجمتها.
تختلف تكاليف الترجمة أيضًا باختلاف تركيبة اللغات؛ فكلما زادت ندرة اللغة كانت تكلفة ترجمتها أعلى. لنأخذ على سبيل المثال الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اليابانية مقارنة بالترجمة من الإنجليزية إلى الإيطالية، قد تكون تكلفة الأولى أعلى نظرًا لندرة اللغة اليابانية وعدم وجود عدد كبير من المترجمين المحترفين فيها.
وفي الحالات التي تتم فيها الاستعانة بتقنيات الترجمة مثل الترجمة الآلية أو ذاكرة الترجمة، تتأثر تكلفة الترجمة بشكل مباشر.
أخيرًا وليس آخرًا، تؤثر ممارسات مثل أعمال التنسيق الخاصة أو مواعيد التسليم العاجلة أو طلب أنواع خاصة من الترجمة كالترجمة الموثقة أو التدقيق اللغوي لمواد مُترجمة سابقًا، وهي كلها عوامل تؤثر على تكلفة الترجمة.
أمور يجدر أخذها بعين الاعتبار قبل ترجمة وثائق أعمالك
عليك الانتباه إلى المحتوى الذي يتضمن معلومات وأوصاف متشابهة – ولكنها مقدمة بطريقة مختلفة كل مرة؛ فهذا النوع من النصوص المكررة يتطلب الترجمة مرارًا وتكرارًا.
كما يجب الانتباه إلى تنسيقات الأرقام المختلفة والمسافات وعلامات التبويب وفواصل الأسطر. ولتجنب كل ذلك، تأكد بأن النص الأصلي مرتب ومنسق بشكل جيد بحيث يتضمن جملًا واضحة وقصيرة. وقبل أن ترسل الوثائق إلى مزود خدمة الترجمة، احرص على تدقيقها والتأكد من خلوّها من أي أخطاء.
من الوسائل المفيدة لتقليل تكاليف الترجمة “دليل المصطلحات والقواعد”؛ فهل فكرت في وضع قواعد خاصة لتهجئة الأسماء والمنتجات في شركتك؟ هل يوجد قواعد خاصة تحكم بنية النص والأسلوب اللغوي المستخدم في وثائق اعمالك؟ يمكنك إيجاز هذه القواعد في ملف واحد وإرسالها إلى مزود الخدمة اللغوية.
كيف يمكنك تقليل تكاليف الترجمة؟
يمكن تقليل تكاليف الترجمة من خلال التخطيط المسبق بدءًا من مرحلة الكتابة ومراعاة تكاليف خدمات الترجمة خلال إنشاء النصوص وتحريرها.
تجدر الإشارة إلى أن الاستثمار في خدمات الترجمة هو أمر في غاية الأهمية لدعم أعمالك المتنامية؛ فالترجمة تكسر حواجز اللغة وتسهم في التعريف بشركتك وعلامتك التجارية في جميع أنحاء العالم. حتى وإن كنت تستخدم لغة تعتقد بأنها شائعة كاللغة الإنجليزية –إذ لا يتجاوز عدد الأشخاص الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية 20 بالمائة فقط من سكان العالم – فبدون الترجمة سيبقى جمهورك المستهدف ضيق النطاق وستبقى علامتك التجارية محجوبة عن الكثيرين.
إليك بعض النصائح الهامة للخروج بخطط ميزانية مدروسة والتحكم بميزانية الترجمة:
استعِن بالتكنولوجيا
تعد ذاكرة الترجمة من أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب التي تساعدك على إعادة استخدام العبارات والجمل المُترجمة سابقًا بحيث لا تضطر لدفع تكاليف ترجمة المحتوى نفسه مرتين. وعليه، فإن استخدام هذه التقنية من قبل مزود الخدمة اللغوية يُثمر عن تسليم العمل المطلوب بسرعة أكبر وتكلفة أقل.
علاوة على ذلك، هناك أنظمة الترجمة الآلية التي بالرغم من أنها لم تحقق جودة ترجمة تُضاهي تلك التي يقدمها المترجم المحترف؛ إلا أنها تضطلع بدور لا يمكن إنكاره في زيادة إنتاجية المترجمين من خلال الترجمة الآلية بعد التحرير أو الترجمة الآلية البحتة بأقل تكلفة ممكنة.
حققت التكنولوجيا قفزة عملاقة في مجال الخدمات اللغوية مع ظهور الترجمة الآلية العصبية التي باتت تكتسب مزيدًا من المزايا الذكية عامًا بعد عام مما ساهم في تحسين كفاءة تكلفة الترجمة بشكل عام.
بناءً على ما سبق، يمكننا القول بأن تسخير التكنولوجيا في قطاع الترجمة – بدءًا من بوابات إدارة الترجمة الشاملة إلى أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب – يمنحك مزايا عديدة لا سيّما فيما يتعلق بتخفيض التكلفة وزيادة الإنتاجية.
اختر اللغة بعناية
أصبح من المعروف أن اللغة الواحدة غير كافية لتسويق منتجاتك وخدماتك بالشكل المطلوب وأنه يجب تقديم المحتوى الخاص بك بأكثر من لغة ليحقق الغاية المرجوة منه، ولكن أي اللغات المستهدفة يجب أن تختار؟ أولًا وقبل كل شيء عليك اختيار اللغات المستخدمة في الدول التي تتواجد فيها شركتك أو لديها وجود محلي فيها سواء من خلال ممثلي المبيعات أو التجار المحليين.
عليك بعد ذلك النظر في اللغات المستخدمة في الأسواق التي تُحاول الوصول إليها. يمكنك الحصول على فكرة وافية من خلال مبيعاتك وعملائك لتحديد اللغات الأكثر أهمية لترجماتك.
أخيرًا، يجدر بك الاطلاع على تحليلات الموقع والصفحات الإلكترونية الخاصة بك وتحديد مصدر حركة المرور الحالية وما إذا كان هنالك تطابق ملحوظ مع اللغات المستخدمة في موقعك الإلكتروني. ولكي تحقق استثمارًا فاعلًا،
ننصحك بمنح الأولوية لزوار الموقع ذوي معدلات التحويل الأعلى.
إنشاء معجم مصطلحات خاص بالشركة
احرص على تطوير قائمة بمصطلحات ثابتة وواضحة تعتمدها في المحتوى الخاص بك بحيث تقلل تكلفة الترجمة وتعزز جودتها. إن من شأن المصطلحات الموحدة أن تزيد إنتاجية المترجمين وتُقلل الجهد المطلوب للتعامل مع استفساراتهم، وبالتالي استغلال الوقت لإنجاز مهام أكثر أهمية.
وفي حال كنت ترغب بإنشاء محتوى من نقطة البداية، يجب على مزود الخدمة اللغوية تطوير قائمة بالمصطلحات المفاهيمية الخاصة بمجال عملك وذلك بالاستناد على الكلمات والمصطلحات التي تستخدمها في أغلب الأحيان ومن ثم تزويد تلك القائمة بمصطلحات اللغة المستهدفة وغيرها من البيانات ذات العلاقة.
تأكد بأن اعتمادك على قاعدة بيانات موحدة وعلى تقنية ذاكرة الترجمة سيُقلل دون شك من تكاليف الترجمة لأنك لن تضطر لترجمة المحتوى نفسه مرتين. أضف إلى ذلك حقيقة أن مزودي الخدمات اللغوية غالبًا ما يمنحون عملائهم خصومات على النصوص المكررة أو التي تتضمن أجزاء يمكن إعادة استخدامها من ذاكرة الترجمة. ولا تقلق بشأن جودة الترجمة أو اتّساق المحتوى؛ فهي أيضًا من الأمور التي ستشهد تحسنًا ملحوظًا لا سيما وأن الأشخاص المعنيين بالمحتوى اللغوي من مترجمين ومحررين يمكنهم استخدام قائمة المصطلحات الموحدة لديك.
طوّر محتوى محدود الحجم
تحتاج الترجمة الصحيحة إلى مهارة ودقة وتفاني؛ ولذلك ننصحك بالاستثمار في خدمة الترجمة التي تختارها والحرص على أن تكون ضمن أعلى معايير الجودة. ونظرًا لاعتماد المترجمين على تسعير الخدمة بناء على عدد الكلمات في المستند؛ فإن أفضل طريقة لخفض تكاليف الترجمة هي تقليل عدد الكلمات قدر الإمكان.
ولكي توفر تكلفة خدمات الترجمة بشكل أكبر، ننصحك باعتماد التسعير بناء على الصفحة وليس عدد الكلمات، فهذه الطريقة بسيطة وفاعلة. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تساعدك في خفض عدد الكلمات وبالتالي خفض تكلفة خدمات الترجمة:
- التحويل من النصوص الطويلة الزاخرة بالمعلومات إلى قوائم ذات تعداد نقطي.
- تجنب الكلمات والعبارات المكررة.
- اعتماد أسلوب لغوي مباشر.
الحد من تحرير المحتوى الأصلي
إذا خضع المحتوى الخاص بك إلى الترجمة من قبل أفضل مزود خدمة لغوية أمكنك الوصول إليه، فهو لن يكون بحاجة للكثير من التغيير. اعلم بأن أي تغيير تقوم به على النص الأصلي يعني أن الجزء المقابل له في ذاكرة الترجمة بحاجة للتحرير والتعديل وأن الترجمة المتوفرة بحاجة إلى التدقيق؛ الأمر الذي يتطلب وقتًا أطول ويزيد من تكلفة خدمات الترجمة. وعليه، ننصحك بتغيير المحتوى فقط في حال احتوائه على أخطاء جوهرية لا يمكن إغفالها.
ننصحك أيضًا بتطوير قائمة إرشادات تُحدد فيها أنواع الاخطاء الواجب تصحيحها؛ فهذا الأمر يعزز سير العمل بالنسبة للفريق والمترجمين وبالتالي يقلل من التكاليف.
تحقق من المحتوى الخاص بك
أنظر إلى المحتوى أمامك، واسأل نفسك إن كان لا يزال صحيحًا ويعكس حقائق محدثة؟ هل يتوافق مع الرسالة التي ترغب بتمريرها لعملائك؟ أو، الأهم من كل ذلك، هي تشعر بأن عملائك مهتمين بقراءة هذا المحتوى أو الاستماع إليه.
بغية الارتقاء بمستوى ترجماتك، تحتاج أولًا إلى تعديل استراتيجية المحتوى الخاصة بك من خلال تحديد الأهداف التي تمكنك من تقديم محتوى مصمم خصيصًا بحيث يُلبي الشكل والصيغ والمتطلبات الصحيحة. وإذا لم يكن المحتوى الحالي متوافقًا مع توقعات عملائك، يمكنك تقليل هذا المحتوى أو إعادة النظر في استراتيجيتك.
اعتمد النصوص البسيطة
تعتمد عملية الترجمة الفاعلة على وجود نص جيد. لذلك، عندما تبدأ بإنشاء محتوى جديد تذكر بأن هذا المحتوى سيظهر بلغات متعددة مما يتطلب منك صياغة جمل قصيرة وواضحة ومكتوبة بأسلوب جيد. كما ننصحك أيضًا بالحد من استخدام الاختصارات أو المصطلحات غير الضرورية. يمكنك طلب تحرير المحتوى أو مراجعته بالكامل ومراجعة اللغة الأصلية قبل إرسال النص للترجمة.
إعادة الاستخدام
من الطرق الفاعلة في توفير التكلفة وتعزيز ميزانية الترجمة إعادة استخدام المحتوى. وتعتمد هذه الاستراتيجية على استخدام نظام إدارة المحتوى مع نهج يتمحور حول الموضوع لإنشاء المحتوى المطلوب وإدارته بحيث يسهل عليك إعادة استخدامه في مواقع متعددة. عندما تعتمد نهجًا منظمًا يتمحور حول موضوع المحتوى، ستتمكن في خفض تكلفة الترجمة وتوفير المال وتعزيز اتساق مصادر اللغة الخاصة بك.
ضع مواعيد نهائية منطقية
تجنب المواعيد النهائية الضيقة والاستفسارات في آخر لحظة؛ فهي عادة ما تؤدي إلى أسعار أعلى وجودة أقل. تأكد من مراعاة احتياجاتك بحيث تمنح نفسك الوقت الكافي للتحقق من جودة المحتوى ومراجعته إن لزم الأمر لضمان ترجمات ذات جودة عالية.
اعتمد مزود خدمة لغوية واحد تتعامل معه دائمًا
إن العمل مع مزود الخدمة اللغوية نفسه للحصول على خدمات متعددة يثمر عن حصولك على أسعار وخصومات أفضل للمشاريع المستقبلية. كما أن الشراكات طويلة الأجل تعزز التواصل والتعاون بين الطرفين مما يسهم في تحقيق نتائج أكثر اتساقًا. قد تتمكن من العثور على مزود محلي للغات معينة بسعر أقل، ولكن اعتماد مزود خدمة عالمي واحد لإنجاز جميع أعمال الترجمة يضمن لك أفضل الأسعار دون المساس بجودة المحتوى.
إن أخذ هذه النصائح والنقاط بعين الاعتبار يساعدك في خفض خدمات الترجمة وتحقيق منافع وأرباح كبيرة على المدى الطويل. وهنا يأتي دور شركة ترجمة المستعدة لتقديم باقة شاملة من الخدمات والحلول اللغوية المبتكرة؛ فلا تتردد بالتواصل معنا للحصول على الدعم. نحن مستعدون دائمًا للرد على استفساراتكم وتوفير أفضل الخدمات!