كيف يمكن دمج تعدّد اللغات في عالم الميتافيرس

هل فكرت بعالم بعيد عن عالمنا الحقيقي نتحرك فيه مثل الأفاتار؟ عالم نلتقي فيه بمن نُحب ونستمتع بالحفلات الموسيقية ونمارس هواياتنا ونعمل ونتسوّق؟ نحن نتطلّع قدمًا لمثل هذا العالم، أو بالأحرى للفضاء الرقمي “الميتافيرس”.

تشهد طريقة تواصلنا مع العالم من حولنا تغييرات جذرية بدءًا من الرسائل النصيّة وصولًا إلى مقاطع الفيديو، والنهاية غير واضحة المعالم. الأمر الأكيد هو أن المنصة التالية ستكون أكثر شمولية وأكثر واقعية حتى – كما أنها ستتطلب عمليات جديدة كليًا.  لم يعد دور المستخدمين/ العملاء مقتصرًا على دور المشاهد؛ بل هم اليوم جزء لا يتجزأ من العملية ككل وهذا هو عالم الميتافيرس.

ينطوي عالم الميتافيرس على توجّهات اجتماعية تؤثر على مختلف مجالات الحياة ويكون تأثيرها أقوى على مجال التواصل الرقمي بشكل خاص: حيث يضمن ذلك حدوث تغيير جذري وتحسن ملموس على وظائف الاتصالات.  لنلقِ نظرة على عالم الميتافيرس وما في جعبته؟


ما هو الميتافيرس؟

استُخدم مصطلح ميتافيرس لأول مرة في رواية الخيال العلمي التي أصدرها الكاتب نيل ستيفينسون عام 1991 بعنوان “Snow Crush”. يصف المؤلف عالم الميتافيرس على أنه واقع افتراضي عالمي يمشي فيه الناس كالأفاتار. كل ما تحكيه هذه الرواية يُذكرنا بالألعاب الإلكترونية التي تتضمن أدوارًا جماعية بحيث يمكن لأكثر من لاعب المشاركة في اللعبة في الوقت نفسه. ولكن، الاختلاف الوحيد أنه ليس هناك لعبة ولا نتائج ولا أهداف محددة؛ وإنما الميتافيرس هو عالم مبني كبديل رقمي للعالم الحقيقي.

لم يتوقف الأمر عند رواية ستيفينسون، بل ظهرت فكرة الميتافيرس مرارًا وتكرارًا في روايات وألعاب إلكترونية وأفلام أخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر لعبة  الكمبيوتر “Habitat” من عام 1985 ولعبة “Second Life” الإلكترونية من عام 2003 وسلسلة أفلام “Matrix” من عام 1999 أو فيلم ستيفين سبيلبيرغ المقتبس من كتاب ” Ready Player One” من عام 2018 وغيرها الكثير.

ميتافيرس هو رؤية للعالم الإلكتروني المشترك، عالمٌ يمتزج فيه العالم الافتراضي مع الواقع المعزز والعالم الحقيقي بحيث يحظى المستخدمون بخيارات هائلة للتفاعل والتواصل فيما بينهم، ويتحركون بهويات رقمية داخل فضاء افتراضي مشترك دون حدود داخلية.

بالنسبة للعديد من خبراء تكنولوجيا المعلومات والمحللين وشركات التكنولوجيا، الميتافيرس هو توجّه مستقبلي مهم. وخير دليل على ذلك تغيير اسم منصة “فيسبوك” إلى “ميتا”. تتكون كلمة ميتافيرس من شقين الأول هو “Meta” وتعني ما وراء أو ما هو أعلى مستوى، والثانية “universe” وتعني هنا مجمل المكان والزمان والمادة والطاقة. 

واليوم، يُطلق على رؤية العالم الإلكتروني المشترك اسم “ميتافيرس”، وهو عالم يمزج بين العالم الافتراضي (الواقع الافتراضي) والواقع المعزز والفضاء السيبراني والعالم الحقيقي، وكل هذا ضمن فضاء رقمي مشترك بدون حدود داخلية. غير أنه وحتى يومنا هذا لا يوحد تعريف محدد لمطلح “ميتافيرس”. كما أن تفسير التصميم المحدد للميتافيرس يختلف في بعض الأحيان.

عالم الميتافيرس: تقنيات وسمات وخصائص رئيسية

إن تحقيق رؤية الميتافيرس منوط بعدد كبير من التقنيات المهمة ومنها نظارات الواقع الافتراضي والنظارات الذكية والواقع المُعزز والعمليات ثلاثية الأبعاد والشبكة اللامركزية Web3 وتقنية البلوك تشين والرموز غير القابلة للاستبدال، بالإضافة إلى الاتصال بين النظراء والإنترنت السريع 5G والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية وغيرها الكثير.

من المزايا المهمة للميتافيرس قابلية التشغيل المشترك لتطبيقات المجال الرقمي والواقعي. حيث يُتيح لك إمكانية المزج بين عناصر وأشياء في التطبيقات المختلفة للعالم الحقيقي والافتراضي في الوقت ذاته. فمثلًا، يمكن تحديد الممتلكات والمقتنيات الرقمية بكل وضوح باستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال. ومن المزايا الأخرى المهمة هي لا مركزية الميتافيرس، حتى لو حاول عمالقة التكنولوجيا فرض سيطرتهم عليه.

نظرًا لأن هذه اللامركزية تستند على مفاهيم شبكة  Web3 بشكل جزئي، فهي تمنع قلة قليلة من المنصات والشركات الضخمة مثل أمازون وجوجل وفيسبوك من ممارسة تأثيرها على ميتافيرس. إن أساس التقنية للميتافيرس هو عبارة عن بنية تحتية جماعية ومشتركة. ففي شبكة Web3 يتمتع المستخدمون بمطلق السيطرة والسيادة على أفعالهم طوال الوقت. وبالنسبة للتقنيات ذات الدور المحوري في تحقيق اللامركزية، فمن الأمثلة عليها تقنية البلوك تشين المستخدمة للعملات المشفرة والاتصال بين النظراء. يتفاعل الأفراد ويتواصلون مع بعضهم البعض بشكل مباشر دون وسيط أو منصة تؤثر فيما بينهم. فيما يلي بعض الخصائص والمزايا الأخرى التي يتمتع بها عالم ميتافيرس:

  • مساحات ثلاثية الأبعاد وفي الوقت الفعلي بدون حدود داخلية.
  • ·          تقدم مستمر للميتافيرس دون توقف أو نهاية.
  • تحرّك المستخدمين بحرية مع هوياتهم الرقمية والأفاتار.
  • إمكانية التفاعل والتواصل بصرف النظر عن الموقع الحقيقي للمستخدم.
  • إمكانية إنشاء مساحات رقمية من قبل المستخدمين أو التأثير فيها أو تغييرها بأنفسهم وجعلها متاحة لمستخدمين آخرين.
  • مساحات افتراضية مغلقة ومفتوحة.
  • تبادل شامل بين العالم الافتراضي والحقيقي.
  • اقتصاد موحد للعملات الافتراضية والحقيقية.
  • لا حدود لأعداد المستخدمين.

ماذا عن العدالة، هل سترى النور في عالم الميتافيرس؟

يتمثل أكبر تحدي أمام فكرة الميتفايرس في أن يتحول هذا العالم إلى فضاء مُنظم مركزيًا – بخلاف الإنترنت اللامركزي. يُحذر بعض الخبراء من سيناريو محتمل حيث يقع الميتافيرس تحت سيطرة شركة واحدة فقط – بحيث تفرض سيطرتها على فضاء افتراضي يشمل كوكب الأرض بأكمله وجميع الاتصالات الرقمية التي تحدث عليه. إن القوة التي ستحظى بها هذه الشركة ستكون أكبر بعدة مرات من قوة عمالقة الإنترنت اليوم: فيسبوك وجوجل.

لا يمكن إدراج مستخدمي الميتافيرس ضمن فئة المستهلكين، وإنما هم يعتمدون على هويتهم الرقمية ويتفاعلون ضمن فضاء افتراضي. وهذا يعني أنه يمكنك المشاركة في تشكيل معالم الميتافيرس. في الميتافيرس، يعيش البشر ويمارسون أعمالهم ويتواصلون بكل سهولة. غير أنه وبخلاف العالم الافتراضي البحت، لا يحتوي الميتافيرس على عالم موازي وإنما أشياء وعناصر ومكونات مأخوذة من العالمين؛ من العالم الحقيقي إلى الافتراضي وبالعكس. تتمحور العديد من عناصر الميتافيرس حول الفكرة والرؤية القائمة على نظام بيئي إلكتروني لامركزي على شكل شبكة Web3. مع ذلك، فإن المساواة بين مصطلح ميتافيرس وشبكة Web3 ليس بالأمر المنصف بالنسبة لرؤية ميتافيرس. 

من حيث المبدأ، بإمكاننا جميعًا إنشاء عوالم وفضاءات جديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأي شخص اختيار الأفاتار الخاص به وفي أي عالم سيتواجد وحتى في أي غرفة وبيئة، كما يمكن اختيار أسلوب التفاعل الاجتماعي والأشخاص أو الأفاتار الذي يرغبون بلقائه. وهذا أمر مستقل ومختلف تمامًا عن المنصات التابعة لشركات التكنولوجيا الكبرى.

يمكن أن يحدث الأمر برمّته على أساس علاقة النظراء ودون أي شيء أو أي شخص – أي دون وسيط. وهنا ينشأ الموضوع الرئيسي التالي وهو: تعدّد اللغات، أو بمعنى آخر ممارسات التوطين، أين موقعها في هذا الكون الجديد؟ 

الخبرات متعددة اللغات وعالم الميتافيرس: ماذا نتوقع؟

تُجسد التطورات العظيمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الناجحة في معالجة اللغات حلُمًا طال انتظاره في عالم الخيال العلمي: نظام ترجمة عالمي وفي الوقت الفعلي يلغي حواجز اللغة. وتعمل شركة ميتا – صاحبة الفكرة – على هذا الموضوع في الوقت الحالي.

خلال تواجده في إحدى الفعاليات المرتبطة بمشاريع الذكاء الاصطناعي لشركة ميتا، أعلن مدير الشركة مارك زوكربيرغ أنه يرغب بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير مترجم عالمي في الوقت الفعلي – بما في ذلك اللغات النادرة. يقول زوكربيرغ: “الذكاء الاصطناعي سيجعل هذا الأمر ممكنًا في حياتنا هذه”.

يصف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ تكنولوجيا الترجمة العالمية التي تعمل عليها شركته منذ سنين بأنها “قوة خارقة لطالما حلُم الناس بامتلاكها”. إن كسر حواجز اللغة هو أمر في غاية الأهمية كونه سيمكن الناس من الوصول إلى المعلومات إلكترونيًا بلغاتهم الأم أو بأي لغة يفضلونها. ومن جهتهم، يؤكد فريق البحث المعني بالذكاء الاصطناعي في شركة ميتا على أهمية هذا المشروع.

هنا، لا بد من الإشارة إلى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي التخاطبي كونها ستتيح إمكانية إنشاء شخصيات افتراضية خاضعة لسيطرة الذكاء الاصطناعي لتسكن العوالم الافتراضية الغامرة. ستكون هذه الأفاتار والشخصيات القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على التفاعل فيما بينها باستخدام تعبيرات بشرية عدة إلى جانب الكلام، ومثال ذلك تعابير الوجه ولغة الجسد والعواطف والتفاعل الجسدي.

وباعتبارها أداة جوهرية، ستضطلع تقنيات الذكاء الاصطناعي التخاطبي بدور محوري في إنشاء شخصيات افتراضية معقدة وتتصرّف بشكل طبيعي. بفضل هذه التقنيات، سيحظى المستخدمون بتجارب رقمية غامرة في الميتافيرس مع مهارات اتصال لا تقتصر على الكلام فقط. إن التأثير الغامر لهذه التجارب هو ما سيُحدد نجاح عالم الميتافيرس.

عندما تسنح الفرصة للأفراد بالتفاعل والتواصل والعمل بشكل مباشر مع بعضهم البعض وبدون أي وسيط أو دولة أو منصة، سوف تتلاشى الحدود التي نلمسها اليوم على الابتكار والحركة وعلى عدد هذه العوالم. فهو في النهاية عالم رقمي جديد كليًا. ولكن، من حيث التفاعل والعلاقات الاجتماعية والاتصالات والاقتصاد والتجارة وغيرها، فإن العالم حقيقي بالفعل – ولا يختلف كثيرًا عن عالمنا الحقيقي الذي يحتاج إلى خدمات الترجمة والتوطين كعنصر أساسي لإتمام المهام والأعمال عبر العالم.

يمكن القول بأن الميتافيرس هي المنصة الأكثر تنافسية للعلامات التجارية، وأن خدمات التوطين لا تقتصر على الترجمة من لغة إلى أخرى. من جهة أخرى، يجب أن تكون المنتجات والرسائل التسويقية موثوقة ومقنعة للأشخاص الذين ينتمون لثقافات أخرى. تُثمر خدمات التوطين عن خلق رابط خاص مع الأفراد وجعل المنتج مرغوب وجذاب في أعين المستهلكين. لذلك، فهي مهمة للغاية للعلامات التجارية والمستخدمين على حد سواء.


كيف تستثمر الشركات في عالم الميتافيرس؟


مع انطلاق الشركة باسمها الجديد ورؤيتها المستحدثة، أكّد زوكربيرغ في أكثر من مناسبة على مدى تركيزه على تحقيق هذه الرؤيا. وحرصًا منها على ألا تتخلّف عن الرَّكب، حذت مؤسسات وشركات ناشئة أخرى وحتى وسائل الإعلام والمستثمرين حذو “ميتا” – فيسبوك سابقًا – وبدأ الجميع يدركون أن هناك “أمر ضخم قادم”.

بدأت الشركات بالتزاحم لخوض هذا المجال، خصوصًا لاستقطاب الفئات الشابة ومثال ذلك شركة هيونداي التي وسّعت أفقها مؤخرًا من منشأها في كوريا الجنوبية إلى العالم. أما لعبة Fortnite  فهي الأخرى تعمل على عالم الميتافيرس الخاص بها إلى جانب مطوري ألعاب Roblox  و Second Life. حتى الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام الافتتاحية، كان لها نصيب من هذا العالم، وكل هؤلاء وصلوا إلى ملايين المشاهدين حتى يومنا هذا.

في المقابل، هناك جهات معارضة لهذه الفكرة برمّتها بمن في ذلك شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا. إن الميتافيرس هو “وجهة تسويق أكثر منه واقع”. علّق الرئيس التنفيذي لموقع نيتفليكس ريد هاستينغز على هذا الأمر بالقول إنه يُفضل التركيز على هذا العالم أكثر مما يُسمى بعالم الميتافيرس. وفي ضوء قوة الحاسب الهائلة، يتوقع الخبراء أن يستغرق تطوير عالم ميتافيرس متكامل من إلى 10 إلى 20 عامًا.

من جهة أخرى، نجد بأن عمالقة التكنولوجيا يستثمرون مبالغ طائلة لركوب الموجة وكسب المال من عوالم الميتافيرس. على سبيل المثال، أبدت شركة مايكروسوفت رغبتها بإنشاء عالم افتراضي للحياة العملية ونقل الاجتماعات إلى مساحات افتراضية من خلال تمكين المشاركين من الاجتماع بزملائهم كأفاتار في غرف مؤتمرات رقمية. وأضافت الشركة أنها بحلول نهاية العام ستعمل على دمج الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز ضمن تطبيق مايكروسوفت تيمز. تُتيح هذه النظارات الخاصة إمكانية تصوّر عالم ناشئ عن الحاسوب في الوقت الفعلي (الواقع الافتراضي) أو عرض محتوى رقمي في بيئة حقيقية (الواقع المعزز).

أما شركة ميتا فتتمثل رؤيتها في إنشاء عالم ميتافيرس شامل يتضمن جميع مناحي الحياة. وهي تركز في الوقت الحالي على غرف الدردشة للأصدقاء والزملاء.

من جهتها، تعمل شركة إنفيديا على تطوير أومنيفيرس، وهو عبارة عن منصة للأجهزة والبرمجيات يمكن استخدامها للمحاكاة الافتراضية لأجسام حقيقية معقدة. وكانت بي إم دبليو من أوائل الشركات التي استخدمت هذه المنصة لمحاكاة عملية الإنتاج في مصنع حقيقي للتنبؤ بالأخطاء والحد منها قبل بدء مرحلة التصنيع.

تسعى تينسينت وإيبيك جيمس، الشركات وراء لعبة Fortnite، إلى تحويل الألعاب إلى عالم ميتافيرس ضخم. وبالإضافة إلى الألعاب، سيكون هناك فعاليات كالحفلات الموسيقية. 

لماذا يجب وضع التوطين ضمن قائمة الأولويات؟

لقد كان للرقمنة تأثير ملموس على طريقة تفاعلنا وتصرفاتنا. ولأن اللقاء على منصة اجتماعية أسهل من المقابلة الشخصية؛ فقد تغيرت لغة التواصل كما تحوّلت ردودنا إلى مشاعر. ينطوي عالم الميتافيرس على توجّهات اجتماعية تؤثر على مختلف مجالات الحياة ويكون تأثيرها أقوى على مجال التواصل الرقمي بشكل خاص: حيث يضمن ذلك حدوث تغيير جذري وتحسّن ملموس على وظائف الاتصالات.  ينطبق ذلك أيضًا على الشركات التي ترغب بالتواصل والتفاعل مع عملائها أو متابعيها. ففي الميتافيرس، يتم اللقاء في فضاء افتراضي مع إمكانية التواصل بطريقة طبيعية وأقرب مقارنة بالتفاعل المباشر.

يتمثل جوهر الموضوع في نقل المشاعر بلغات مختلفة وبشكل طبيعي قدر الإمكان. ناهيك عن أن الشكل الجديد للتقارب سيزيد من درجة المصداقية، مما سيعزز علاقات أكثر قربًا وألفة بين منشئي المحتوى والبرامج والمتابعين. وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال التوطين السليم للعديد من اللغات.

بدأت العديد من الشركات باستخدام  روبوتات المحادثة المتطورة لدعم خدمة عملائها في العديد من المهام. ومثل هذه الخدمة الافتراضية ستكون مطلوبة في عالم الميتافيرس. ولأن كل شي يحدث على مستوى عالمي، لا بد من تكييف كل جانب من جوانب هذا العالم بحيث يكون متناغمًا مع الثقافة المحلية. كل هذا يُجبر المستخدمين والشركات على التعامل مع مهام مثل الترجمة والتصميم والتدخّل البرمجي والعديد من المتطلبات التقنية. في أوروبا لوحدها، هناك 23 لغة رسمية محكية. والتحدي يكمن في إيجاد لغة تواصل مع أشخاص ومنتجات وشركات لا تتحدث اللغة نفسها.

يُتيح العالم الرقمي تجربة إلكترونية متخصصة بشكل متزايد من خلال خيارات التخصيص، حيث يمكن ابتكار رموز أفاتار فريدة على منصات الألعاب وأيضًا في وسائل التواصل الاجتماعي. توفر الخوارزميات المستخدمة على المنصات ذات العلاقة مساهمات فردية مصممة خصيصًا للمستخدم. كما يتوقع أن يحظى المستخدمون بفرص أكثر وأكثر للتعبير عن شخصياتهم رقميًا. من الواضح أن التوجّه السائد يُشير نحو الحاجة إلى خدمات توطين المحتوى.

في ظل هذه الحاجة وتفريد العالم الرقمي، أصبحت وسائل التسويق الجماعي الكلاسيكية متأخرة نوعًا ما.

بدأت وسائل التسويق الموجّه نحو المجموعات باكتساب أهمية وفعالية؛ إذ بات من الواجب على الشركات تبني أساليب عمل وطرق تفاعل قائمة على العلاقات. حتى أن “تخصيص” الشركات يصبح ذي طبيعة مباشرة أكثر إن كان ثلاثي الأبعاد.  


تجربة الميتافيرس في العالم العربي

حالها حال دول العالم الأخرى، وصل مفهوم الميتافيرس إلى دول العالم العربي وهناك العديد من العوالم الافتراضية مثل Muxlim Pal، وهي شبكة تعارف اجتماعية ذات توجّه إسلامي تحظر الأنشطة الجنسية أو تلك التي تنطوي على العنف أو المخدرات.

بإمكان العديد من الجزر العربية مثل جزيرة المملكة العربية السعودية وجزيرة الشرق الأوسط استضافة الفعاليات والاجتماعات التي تُرحب بالعالم الإسلامي بأسره. يمكن أيضًا تجربة الأنشطة الدينية مثل الحج إلى مكة المكرمة وحضور محاضرات حول الشؤون الإسلامية والعروض التثقيفية المتعلقة بتاريخ الدين.

يشهد العالم مرحلة جديدة من الإنترنت وسوف يكون لها تأثير كبير على المجتمع؛ إذ يواجه موظفو التسويق والاتصالات تحديات جديدة فرص جديدة وأيضًا. سوف يُطلق عهد الميتافيرس العنان لإبداعات وابتكارات استثنائية ويفتح المجال لفرص وأفق جديدة.

مقالات مشابهة

كليفرسو 3.3: الارتقاء بإدارة الترجمة إلى آفاق جديدة عالمياً وفي اسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

انطلق في رحلة لاستكشاف الإمكانيات الرائدة‏ لمنصة كليفرسو ‏التي تتلألأ عالمياً كالنجم الساطع في عالم أنظمة إدارة الترجمة في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،