تحدثت نور الحسن، المديرة التنفيذية لشركة ترجمة، مع مات سي سميث ممثل إرنست ويونغ ضمن المدونة الصوتية بعنوان “قادة لمستقبل أفضل”، فناقشا كيفية إحداث التغيير وتمكين النساء في الشرق الأوسط لبناء مستقبل شامل يحترم الجميع ويحتفي بقدرات أعضاء المجتمع كافة.
تشكل النساء في الشرق الأوسط 20 بالمئة من القوى العاملة فحسب، ويبقى العديد من النساء اللواتي يتمتعن بمؤهلات علمية عالية في المنزل بسبب العوائق الثقافية أو مسؤوليات تربية الأطفال. أدركت نور الحسن هذا الواقع عندما أسست شركة ترجمة لتقديم خدمات اللغة والترجمة، وقررت اتباع نهج مبتكر في ذلك الوقت لسدّ هذه الثغرة بين الجنسين في سوق العمل، ما عاد بالفائدة على المجتمع وعلى الشركة في الآن عينه. وتقول: “لم يكن العمل من المنزل سائدًا في العام 2007… وكانت النساء اللواتي تحدثت معهنّ في ذلك الوقت يرغبن فعلًا بالعمل، وكان الاستقلال المالي من الأوليات التي يذكرنها.”
وتضيف الحسن أن قطاع الترجمة تحديدًا يجذب النساء في الشرق الأوسط، إذ إن أغلب الطلاب المتخرجين في مجالات الترجمة واللسانيات في المنطقة هم من النساء. وتقول: “لطالما اضطلعت النساء بدور محوري في الشركة منذ تأسيسها،” مشيرة إلى أن شركة ترجمة استهدفت جذب المواهب من النساء تحديدًا في السنوات الأولى. أما اليوم، فيتّسم فريق العمل بالتنوع والشمول وبات العملاء يثقون أكثر بقدرة النساء على تقديم خدمات بمستويات عالية من الجودة. فمن التحديات الأولية التي واجهتها أن “العملاء كانوا يشككون في قدرة النساء على العمل من المنزل وتقديم خدمات بجودة عالية.”
أسست نور الحسن شركة ترجمة في عام 2008 لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الترجمة عالية المستوى التي تلبي حاجات البيئة الفريدة متعددة الثقافات في الشرق الأوسط. وهي اليوم من أبرز الشركات في مجالات الترجمة والتوطين في المنطقة بفضل استفادتها من القيمة غير المستغلة للمواهب التي تتمتع بها النساء. وتقدم الشركة طيفًا واسعًا من الخدمات تشمل الترجمة والتوطين وتكوين المحتوى والترجمة الفورية والتفريغ الصوتي وترجمة الفيديوهات والدبلجة، بالإضافة إلى حلول تقنية لغوية مملوكة للشركة.
على سبيل المثال، تشكل منصة “أريد” التي طورتها الشركة سوقًا للعمل الحر ومركزًا لمعاملات الشركات لخدمات الترجمة واللغة، وتكوّن النساء 60% من نسبة الخبراء المسجلين على المنصة. ولقد نجحت شركة ترجمة في السنوات الأخيرة في توسيع أعمالها بفضل استثمارها في التقنية والذكاء الاصطناعي والأتمتة بدلًا من تفاديها. وتفيد الحسن: “لقد تحولت طريقة عملنا بالكامل اليوم بفضل الأتمتة… وإذا لم تستغل التقنية اليوم في مجال الترجمة، لن تتمكن من توسيع أعمالك. لأن الربحية في هذا القطاع تعتمد على ترجمة أحجام كبيرة من المحتوى، ولذلك يجب اللجوء إلى الأتمتة… عندما تجمع بين الترجمة الآلية من جهة والخبراء البشر من جهة أخرى، تصبح الإمكانيات هائلة.”
ولا تتوقف الشركة عن مواكبة التغيرات التي يشهدها قطاع الترجمة بشكلٍ خاص والعالم بشكلٍ عام، وهي تستمر في تطوير وتحسين تقنياتها الخاصة الرقمية والقائمة على الذكاء الاصطناعي بهدف امتلاك تقنياتها وتجنب الاعتماد على الأطراف الثالثة أو التخلف عن الركب. وتقول الحسن: “تسود فكرة خاطئة وهي أن الترجمة عملية بسيطة. لكنها بالفعل مجموعة من العمليات المعقدة والدقيقة.” وتضيف: “لا يمكن الاعتماد على الترجمة الآلية وحدها وسيستمر الإنسان في الاضطلاع بدور أساسي… الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي يسهلان عمل المترجم عبر إنجاز المهام التي تتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا، وهي مهام تتعب المترجم عادةً.”
لا شك في أن شركة ترجمة تحرص على مواكبة التطورات في القطاع، فما هي المشاريع المستقبلية التي ترغب الحسن في خوض غمارها؟ تتحدث الحسن عن تقنية تحويل الصوت إلى نص وعن التوسع في أسواق أوروبا وكندا، وهي متفائلة دائمًا فتقول: ” لا يمكن لأي شخص أن يطور مشروعًا في مجال الأعمال إن لم يكن متفائلًا. علينا أن نأمل، فإذا فشلنا اليوم سننجح غدًا.”